تريد الهوى لك على ما تريد ..

" تريد الهوى لك على ما تريد " .. مطلع أغنية مشهورة .. رددها كبار المطربين الكويتيين و غير الكويتيين في مطلع الستينيات .. في بدايات نشأة الإذاعة الكويتية و التلفزيون .. تغنى بها كثيرين دون أن يعلم مستمعيها لمن هي و من كاتب كلماتها فمن يا ترى هو ؟


كاتب كلمات القصيدةالجميلة هو الشاعر الكويتي و ملحن الأغاني الكبير المبدع الراحل " عبدالله الفرج " .. فبالإضافة إلى كتابته للشعر ( الذي جمع كتابة الشعر النبطي و الشعر العربي الفصيح ) كان رحمه الله من المبدعين في الألحان الفلكلورية ..


حسب ما قرأت عنه فقد كان عبدالله الفرج من أسرة غنية عاش في النصف الأخير من القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين .. توفي والده و ترك له ثروة طائلة بددها في السفر .. و اللعب .. و المجون في الهند و البحرين و الكويت .. حتى اصبح معدما بعد الغنى الفاحش الذي كان ينعم فيه .. له مساجلات جميلة مع شاعر الكويت الراحل المبدع محمد الفوزان المسمى ب " حليق الذهب " و سبق أن نزلت للأخير قصيدة في الشكوى و الوصية ..


سجلت و نقلت عن عبدالله الفرج ألحانا كثيرة في فن الصوت الخليجي حث قال شعرا و غنّاه و لحن قصائد كثيرة غناها من بعده مطربي الصوت في الكويت و الخليج العربي مثال على ذلك ( خيالٌ سرى والنجم في الغرب راسخُ ~ في هوى بدري و زيني ~ وابروحي من الغيد هيفا كالهلال ~ جلا بالكاس جالية الهمومِ ~ مر ظبيٌ سباني .. إلخ )


يقول الفرج في قصيتده التي خالطت كلمات الفصحى فيها العامية :


تريد الهوى لك على ما تريد
..... و ثوب ٍ بلي ٍ لك تريده جديد


و عصر ٍ تقضى تريده يعود
..... عدّاك المنى .. ذاك رجعه بعيد


فلا ذكر ميت لحي ٍ يعود
..... ويرجع كما كان .. عود ٍ وليد


يروم المعنّى ينال المنى
..... ودون التماني .. مهامة و بيد


كساني غرامي ثياب الضنى
..... وهذا الذي .. عنه مثلي يحيد


أروم السلامة جهالة وأنا
..... أرى الموت مني كحبل الوريد


ألا و شاقا من يفوت المراد
..... صبابة .. ويسقى بماء ٍ صديد


رعى الله إلهي زمان السرور
..... وعصر الصبا يوم عيشي رغيد


قضيت الهوى يوم أنا بالهوى
..... عَزيز ٍ و مِثْر ٍ ورَأْي ٍ سِديد


ونلت المنى يوم أنا كنت ضيف
..... بساحة أماجد .. كرام ٍ وصيد


جزاهم على الله أنا ما رأيت
..... لهم في البداية .. حشا الله نديد


وفيهم عشيري عشير الندى
..... عشير السكارى .. مكيد العنيد


عشير ٍ إلى ما دعيته شفى
..... وإلى رحت ضاو ٍ غدا لي قعيد


كريم ٍ إذا قيل ماذا السَرَف
..... أو أرفق على المال حيثه زهيد


و بيت ٍ رعاني برفّه غزال
..... رعاه الإله ... العَزيز الحَميد


أنوف ٍ هيوف ٍ رشوف ٍ شموع
..... يقود الهوى لك على ما تريد


عليه أربع ٍ من تهايا الغزال
..... نظير ٍ وتريب ٍ ولفت ٍ و جيد


إلى ما جلس والعذارى جلوس
..... تراه و تراهم .. عَبيد ٍ وسِيد


كبدر الدياجي وشمس الضحى
..... وشمس الضحى ما عليها مزيد


دعتني على كيف ما أهوى (نعم)
..... وربي على ما أقوله شهيد


بلاني زماني و مثلي ألوف
..... بلاهم و حشر ٍ مع الناس عيد


أتمنى أن يحوز إختياري على رضاكم و إعجابكم ..


و تقبلوا مني كل تحية و تقدير ..


في أمان الله