Advertisment
<P style="FONT-FAMILY: Arial; FONT-SIZE: large">
إن الحليب هو الغذاء الأول الذي يتناوله الطفل والذي بإمكانه أن يلبي احتياجاته, كما أنه الطعام الوحيد الذي يكون الطفل قادراً على تناوله وهضمه, والأفضل أن يحصل الطفل على الحليب من أمه من خلال الرضاعة الطبيعية وأن يتم الابتعاد عن الحليب الاصطناعي, وذلك للحصول على فوائد الرضاعة الطبيعية وما تحتويه من منافع ومزايا.
ومن الفوائد التي تحملها الرضاعة الطبيعية للطفل هي المحافظة على الجهاز العصبي وأيضاً حماية العيون وحاسة النظر, خاصة إذا تم إرضاع الطفل طبيعياً بشكل كامل خلال العام الأول من عمره, فحليب الأم يحتوي على الأحماض الأمينية طويلة السلسلة غير المشبعة التي تساهم بشكل كبير في بناء الأغشية العصبية الحساسة لشبكية العين, هذا بالإضافة إلى أنه يساعد على سرعة نضج الجهاز العصبي بصورة أفضل, وطبعاً لا يمكن الحصول على هذه الفوائد من الحليب الصناعي.
وتحمي الرضاعة الطبيعية الطفل من أمراض كثيرة أهمها النزلات الشعبية وسوء التغذية والحساسية من الغذاء, حيث تكون هذه الحساسية أقل حدوثاً عند الطفل الذي يرضع من حليب أمه فقط بدون أغذية إضافية في الستة أشهر الأولى من عمره, وذلك لأن حليب الأم يفرز من نفس الجسم الذي خلق الله الطفل داخله والذي يتجانس تماماً مع جهاز المناعة لديه وخلايا أمعائه, هذا إلى جانب احتواء حليب الأم على خلايا مناعية وأجسام مضادة مناعية أيضاً تحمي أمعاء الطفل من اختراق الكثير من الميكروبات والبروتينات الغريبة.
ومن الملاحظ أن الأطفال الذين يتغذون من خلال الألبان الصناعية ينمون بشكل أسرع من الأطفال الذين يتغذون عن طريق الرضاعة الطبيعية, ولكن أطفال الفئة الأولى ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بأمراض القلب والجلطات في سن الكبر, حيث أن معدلات النمو السريعة في سن الرضاعة الناجمة عن تناول الوجبات الغنية بالمكونات الغذائية, تجعل المراهقين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم هذا إلى جانب الميل للإصابة بمرض السكري.
وذلك لأن حليب الأم يحتوي في مكوناته على الأحماض الأمينية الطويلة السلسة غير المشبعة, وتلعب هذه المركبات دوراً هاماً في تطوير ونمو الأوعية الدموية, كما أن الأطفال الذين يتغذون من حليب أمهاتهن أقل ميلاً لاستهلاك الملح والصوديوم وهما أحد العوامل المسئولة عن ارتفاع ضغط الدم.
كما ذكرت إحدى الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة تقل عن ثلاثة أشهر تعرض الطفل لانخفاض مستوى الذكاء إلى قل من المتوسط, وذلك بالمقارنة مع الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر.
والجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية تعتبر طريقة حقيقية للحماية من مشاكل البدانة وزيادة الوزن, خاصة أن نسبة البدانة لدى الأطفال في ازدياد مستمر, كما تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً هاماً كمسكن لآلام الأطفال فهي تخفف من انزعاج المواليد من وخز الإبر ومن أي ألم قد يتعرض له.
وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعة هبة الله للأم كي تحافظ على صحة طفلها وعلى نموه جسدياً وعقلياً بشكل سليم, لهذا يجب دائماً تغذية الأطفال من خلال الرضاعة الطبيعية والابتعاد قدر الإمكان عن الحليب الاصطناعي.